GTA 5 : دق جرس الإنذار … قيمنا و قيم الأجيال القادمة في خطر
” ليس إلا مجرد مرح قليل” عبارة قالها الرجل و هو سعيد للغاية في الملهى الليلي و الذي يعد أهم الشخصيات الرئيسية في لعبة GTA 5 …التعري و العلاقات الجنسية و المخدرات إضافة الى السرقة و الاعتداء على أي شخص دون سبب ، و الخيانة و العنف أمور طبيعية هنا و مباحة أيضا… عليك أن تفعل ما شئت فأنت حر طليق و الأمر يجب أن تطبقه في واقعك !
لا داعي لأن تخجل أو تستحيي فتلك القيم لا أساس لها فهي مرتبطة بالمرضى نفسيا و بالمعقدين و المهزومين ، فأنت بالضبط قادر أن تفعل مثل أبطال GTA 5 أن تخالط النساء و تستبدلها في أي وقت شئت ، و أن تفرض رأيك بالقوة و بالعنف فلا قانون و لا عدالة في العالم إلا تلك التي تطبقها بيدك و تفتيها لك غرائزك ، فالشرطة و رجال القانون ليس لهم القدرة للقبض عليك ما دمت ذكيا و أنانيا.
لطالما روجت GTA لما قيل سابقا و لا تزال على ذلك النهج الذي صممت من أجله. أما الجزء الخامس فهو شاهد على ذلك و أفضل مثال حي يمكن أن نستشهد به … و في وقت تظهرها المقالات و الأخبار و المراجعات على أنها لعبة بريئة في معالمها و تحقق مليار دولار من المبيعات في ثلاتة أيام فقط أتساءل و بقوة : ألا يجدر بنا أن نعيد التفكير مرة أخرى في خلفيات هذه اللعبة ؟
لا شك أن أية لعبة في العالم لم تصمم هكذا إعتباطا ، فإلى جانب الدوافع المادية التي يعمل المطورين و الشركات العاملة في هذا المجال للوصول إليها ، هناك رسائل سياسية و ثقافية تمرر من خلالها بل و تزرع في ذهن اللاعبين دون أن يدركوا ذلك بشكل مباشر .
صحيح أن GTA ليست الوحيدة التي تحمل تلك الأفكار ، فهناك من الألعاب و الأفلام و المسلسلات التلفزيونية ما يكفي لكي نصل إلى تلك النتيجة ، لكن ما دفعني إلى كتابة هذا المقال حول هذه اللعبة بهذا الشكل ، هو أولا أنها تروج بشكل قوي لكل أشكال الجرائم و الانحطاط الفكري ثم إن الألعاب ممارسة في حذ ذاتها و ليست فيلما و إن كان هذا الأخير له تأثيرات على المدى الطويل فيما الألعاب تترسخ أحداثها في العقل الباطن و تنموا هناك بسرعة أكبر من سرعة نمو البامبو “نبات ينموا بسرعة 100 ستنمتر في اليوم”.
لهذا فمن الطبيعي أن نجد مستخدمي و محبي GTA بكافة إصداراتها محبين للغوص في متاهات العراك الفردي و حل المشاكل الأسرية و الفردية بالعنف ، و التورط في قضايا الفساد بما فيها المخدرات و الجنس خارج الشرع و الطبيعة الإنسانية.
و الأخطر أن ثورة GTA 5 نجحت في جذب المزيد من هواة الألعاب ، و بالطبع أكثريتهم من الجنس الذكوري الذي يلعب مطوريها على مشاعرهم الرجولية و مكامن الضعف في نفسياتهم المهزوزة باعتبارها لعبة موجهة للذكور بشكل أساسي.
و بغض النظر عن الأعداد الكبيرة من الناس الذين سيعملون على تحميل GTA 5 من مصادر القرصنة العالمية، و يحصلون عليها عبر طرق ملتوية فإن الصدمة التي توصلت إليها شخصيا هي أن اللعبة أصبحت بحوزة 12.5 مليون شخص حول العالم في الأيام الثلاتة لتوفرها .
هنا تكمن الخطورة التي تبرزها لنا الأرقام التي تصارح و لا تنافق و المشكلة أنها في إزدياد جنوني ، في وقت تصفق الأغلبية لهذا الإنجاز و تصفه بالتاريخي ، فيما يبدوا أن المدافعين عن القيم الإنسانية السامية هي الأقلية و تتحسر دون أن يكون لها أثر و تتهم اليوم بأنها فئة معقدة نفسيا و غير منفتحة على العالم اذ تتكون من أبشع المعقدين و المرضى عقليا و لي شرف أن أكون من بينهم.
المسألة أيها القارئ العزيز هي أن قيمنا و قيم الأجيال القادمة في خطر ، الإجرام بكل أنواعه ستكون هي الصورة الشاملة للكون بعد أن بدأت بؤرها منذ زمن تتشكل على الكرة الأرضية و يبدوا أن الأوان قد أن لها كي تتحد و تقضي على كل معاني التعايش السلمي و احترام الغير بسبب لعبة تافهة هي GTA 5 ، و لا زالت مستغربا من عدم تحرك الهيئات المدافعة عن القيم في العالم كله ضد هذه النوعية من الألعاب التي ستنهي ما تبقى من مظاهر الخير على الأرض.
و رغم أن البعض قد يتوقع أن تكون المعارضة مجددا من المستخدم العربي ، فإن الواقع الذي اكتشفته مؤخرا هو أن عددا لا بأس به من أصدقائي الكتاب و المتخصصين الأوروبيين و الأمريكيين انتقدوا اللعبة من نفس التصور و أعلنوا أن قيم الإنسان و أمنه في خطر بسبب هذه اللعبة التي وصفها الكثيرين منهم بأنها تفتح الباب أمام تحول الإنسان إلى حيوان يحكم بالقوة و يدافع بالعنف و يكون أسير غريزته و شهواته و هو ما أعتقده أيضا و أتفق معهم فيه تماما.
خلاصة القول :
ماذا سنخسر لو لم نقتني لعبة GTA 5 و تخلينا عنها من أجل الأخلاق و القيم التي ما زلنا نتحلى بها ؟ و لماذا يصر الكثيرين من أخواتنا و أصدقائنا و ربما نحن بأنفسنا للحصول عليها ما دامت النتيجة التي ستفرض نفسها هي الكارثة ؟
GTA 5 يا لها من لعبة فاحشة ، تستكمل أجزاء من التربية على الفوضى و الاعتداء على الأعراض …
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق